الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ثُمَّ بَعَثۡنَٰهُمۡ لِنَعۡلَمَ أَيُّ ٱلۡحِزۡبَيۡنِ أَحۡصَىٰ لِمَا لَبِثُوٓاْ أَمَدٗا} (12)

ثم قال : { ثم بعثناهم } [ 12 ] أي : نبهناهم من نومهم { لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا } [ 12 ] أي : لنعلم من يهتدي من عبادي بالبحث إلى مقدار مبلغ مكث{[42331]} الفتية في كهفهم{[42332]} والأمد الغاية{[42333]} .

وقد اختلف في مقدار إقامتهم طائفتان من الكفار من قوم الفتية ، قاله مجاهد{[42334]} :

وقيل : بل اختلف في ذلك طائفة مؤمنة وطائفة كافرة{[42335]} . وقيل : الحزبان أصحاب الكهف والقوم الذين كانوا أحياء في وقت بعثهم .

ومعنى : { لنعلم } أي : علم مشاهدة ، وإلا فقد علم ذلك تعالى ذكره قبل خلق الجميع ، ومعنى الكلام التوقف على{[42336]} النظر في معرفة مقدار لبثهم . كما تقول لمن أتى{[42337]} بالباطل{[42338]} : جيء ببرهانك حتى أعلم أنك صادق .

ومعنى : { أمدا } عددا ، قاله مجاهد{[42339]} ، وقال : ابن عباس { أمدا } : بعيدا{[42340]} .


[42331]:ق: "مكة".
[42332]:وهو تفسير ابن جرير، انظر: جامع البيان 15/206.
[42333]:انظر: غريب القرآن 264، ومعاني الزجاج 3/271، واللسان (أمد).
[42334]:انظر قوله: في تفسير مجاهد 446، وجامع البيان 15/206، والدر 5/370.
[42335]:ذكره الفراء، انظر: معاني الفراء 2/136.
[42336]:ط: "عن" ولعله الأصوب.
[42337]:ط: جاء".
[42338]:ط: "بباطل".
[42339]:انظر قوله : في تفسير مجاهد 446، والدر 5/370.
[42340]:ساقط من ط.