وقوله : { لَنَعْلَمَ } [ الكهف : 12 ] عبارة عن خروج ذلك الشيءِ إِلى الوجود ، أي : لنعلم ذلك موجوداً وإِلا فقد كان سبحانه علم أيَّ الحزبَيْن أحْصَى الأمَدَ ، و«الحْزَبان » : الفريقان ، والظاهر من الآية أن الحزب الواحد هم الفتية ، إِذ ظنوا لبثهم قليلاً ، والحزب الثاني هم أهْل المدينة الذين بعث الفتية على عَهْدهم حين كان عنْدَهم التاريخُ بأمْر الفتية ، وهذا قولُ الجمهور من المفسِّرين ، وأما قوله : { أحصى } فالظاهر الجيد فيه أنَّه فعل ماض ، و{ أَمَدًا } منصوبٌ به على المفعول ، «والأمد » : الغاية ، ويأتي عبارةً عن المدَّة ، وقال الزَّجَّاج : { أحصى } هو «أفْعَل » ، ويعترض بأن «أَفْعَل » لا يكون من فْعلِ رباعيٍّ إِلا في الشاذِّ ، و{ أحصى } : فعلٌ رباعيٌّ ويحتجُّ لقول الزَّجَّاج بأن «أفْعَل » من الرباعيِّ قد كثر كقولك : مَا أَعْطَاهُ لِلْمَالِ ، وكقوله عليه الصلاة والسلام في صفة جهنَّمِ : «أَسْود مِنَ القَارِ » وفي صفة حوضِهِ «أَبْيَض مِنَ اللَّبَنِ » .
( ت ) : وقد تقَّدم أن «أسْوَد » من «سود » ، وما في ذلك من النقْدِ ، وقال مجاهدٌ : { أَمَدًا } معناه عدداً ، وهذا تفسيرٌ بالمعنى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.