تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ثُمَّ بَعَثۡنَٰهُمۡ لِنَعۡلَمَ أَيُّ ٱلۡحِزۡبَيۡنِ أَحۡصَىٰ لِمَا لَبِثُوٓاْ أَمَدٗا} (12)

الآية12 : وقوله تعالى : من رقودهم { ثم بعثناهم } أي لنعلم ما قد علمناه غائبا شاهدا ، إذ كان عالما بما يكون ( منهم ){[11419]} .

وتأويله ما ذكرنا : ليعلم الخلق شاهدا ، كما علم هو غائبا ، أو ليعلم المخطئ منهم من المصيب ، أو محال وصفه بالعلم بالمخطئ ولا مخطئ ، ثم وبالمصيب ، لا مصيب{[11420]} . فإذا كان كذلك قوله : { لنعلم } المخطئ من المصيب والمصيب من المخطئ ، إذا كان . وأصله أنه يعلم كائنا على ما علم أنه يكون .

وقوله تعالى : { لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا } اختلف في قوله{[11421]} { أي الحزبين } قال بعضهم : مشركين ومؤمنين . ومنهم من قال : المَلِكُ والفِتْيَةُ .

( ثم اختلفوا في لبثهم ){[11422]} إذ بُعِثوا : قال بعضهم : { لبثنا يوما أو بعض يوم } ( الكهف : 19 ) وقال بعضهم : { ربكم أعلم لما لبثتم }

( الكهف : 19 ) .

ولكن لسنا ندري من { أي الحزبين } ليس لنا إلى معرفة ذلك حاجة سوى أنا ذكرنا قول أهل التأويل .


[11419]:من م، ساقطة من الأصل.
[11420]:أدرج بعدها في الأصل و.م: ثمة.
[11421]:في الأصل و.م: يحتمل.
[11422]:في الأصل و.م: وقال بعضهم هم اختلفوا في ملتهم.