الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{حُنَفَآءَ لِلَّهِ غَيۡرَ مُشۡرِكِينَ بِهِۦۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَتَخۡطَفُهُ ٱلطَّيۡرُ أَوۡ تَهۡوِي بِهِ ٱلرِّيحُ فِي مَكَانٖ سَحِيقٖ} (31)

{ حُنَفَآءَ } مستقيمين مخلصين { لِلَّهِ } وقيل : حجاجاً غير مشركين به { وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَآءِ } أي سقط إلى الأرض { فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ } والخطف والاختطاف تناول الشيء بسُرعة ، وقرأ أهل المدينة فتخَطّفه بفتح الخاء وتشديد الطاء أي تتخَطَّفه فأُدغم ، وتصديق قراءة العامة قوله تعالى

{ إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ } [ الصافات : 10 ] .

{ أَوْ تَهْوِي } تميل وتذهب { بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } بعيد .

قال أهل المعاني : إنما شبّه حال المشرك بحال الهاوي في أنه لا يملك لنفسه نفعاً ولا دفع ضر يوم القيامة .

وقال الحسن : شبّه أعمال الكفّار بهذه الحال في أُنها تذهب وتبطل ، فلا يقدرون على شيء منها .