وانتصاب { حُنَفَاء } على الحال ، أي مستقيمين على الحق ، أو مائلين إلى الحق . ولفظ حنفاء من الأضداد يقع على الاستقامة ، ويقع على الميل . وقيل : معناه : حجاجاً ، ولا وجه لهذا { غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ } هو حال كالأوّل أي : غير مشركين به شيئاً من الأشياء كما يفيده الحذف من العموم ، وجملة : { وَمَن يُشْرِكْ بالله فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السماء } مبتدأة مؤكدة لما قبلها من الأمر بالاجتناب . ومعنى خرّ من السماء : سقط إلى الأرض ، أي انحط من رفيع الإيمان إلى حضيض الكفر { فَتَخْطَفُهُ الطير } ، يقال : خطفه يخطفه : إذا سلبه ، ومنه قوله : { يَخْطَفُ أبصارهم } [ البقرة 20 ] . أي تخطف لحمه وتقطعه بمخالبها . قرأ أبو جعفر ونافع بتشديد الطاء وفتح الخاء ، وقرئ بكسر الخاء والطاء وبكسر التاء مع كسرهما { أَوْ تَهْوِي بِهِ الريح } أي تقذفه وترمي به { فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } أي بعيد ، يقال : سحق يسحق سحقاً فهو سحاق إذا بعد . قال الزجاج : أعلم الله أن بعد من أشرك به من الحقّ ، كبعد ما خرّ من السماء ، فتذهب به الطير أو هوت به الريح في مكان بعيد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.