الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ حُرُمَٰتِ ٱللَّهِ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥ عِندَ رَبِّهِۦۗ وَأُحِلَّتۡ لَكُمُ ٱلۡأَنۡعَٰمُ إِلَّا مَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡۖ فَٱجۡتَنِبُواْ ٱلرِّجۡسَ مِنَ ٱلۡأَوۡثَٰنِ وَٱجۡتَنِبُواْ قَوۡلَ ٱلزُّورِ} (30)

{ ذلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ } فيجتنب معاصيه { فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ } .

قال ابن زيد : الحرمات : المشعر الحرام والبيت الحرام والمسجد الحرام والبلد الحرام ، وقيل : هي المناسك .

{ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأَنْعَامُ } أن تأكلوها إذا ذكّيتموها { إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ } في القرآن وهو قوله

{ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ } [ المائدة : 3 ] الآية ، وقوله

{ وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ } [ الأنعام : 121 ] وقيل : وأُحلّت لكم الأنعام في حال إحرامكم إلاّ ما يتلى عليكم من الصيد فإنه حرام في حال الإحرام .

{ فَاجْتَنِبُواْ الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ } يعني عبادتها لأن الأوثان كلّها رجس .

{ وَاجْتَنِبُواْ قَوْلَ الزُّورِ } يعني الكذب والبهتان .

قال أيمن بن حريم : قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً فقال : " يا أيها الناس عدلت شهادة الزور الشرك بالله ، ثمَّ قرأ هذه الآية " .

وقال بعضهم : هو قول المشركين في تلبيتهم : لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك ، تملكه وما ملك .