الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{لَكُمۡ فِيهَا مَنَٰفِعُ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَى ٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ} (33)

{ لَكُمْ فِيهَا } أي في الهدايا { مَنَافِعُ } قيل : أن يسمّيها صاحبها بدنة أو هدياً ويشعرها ويقلدّها في رسلها وأصوافها وأوبارها وركوب ظهورها .

{ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى } وهو أن يسمّيها هدياً ويوجبها ، فإذا فعل ذلك لم يكن له من منافعها شيء ، هذا قول مجاهد وعطاء والضحاك وقتادة ، ورواية مقسم عن ابن عباس ، وقيل : معناه : لكم في هذه الهدايا منافع بعد إنجابها وتسميتها هدياً بأن تركبوها إذا احتجتم إليها وتشربوا ألبانها إن اضطررتم إليها ، إلى أجل مسمّى يعني إلى أن تُنحر ، وهذا قول عطاء بن أبي رباح .

وقال بعضهم : أراد بالشعائر المناسك ومشاهد مكة ، ومعنى الآية : لكم فيها منافع بالتجارة والأسواق إلى أجل مسمّى وهو الخروج من مكة ، وهذه رواية أبي ذر عن ابن عباس .

وقال بعضهم : لكم فيها منافع بالأجر والثواب في قضاء المناسك وإقامة شعائر الحج إلى أجل مسمى وهو انقضاء أيام الحج .

{ ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ } أي منحرها عند البيت العتيق يعني أرض الحرم كلّها ، نظيرها قوله سبحانه

{ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا } [ التوبة : 28 ] أي الحرم كلّه ، وقال الذين قالوا : عنى بالشعائر المناسك ، معنى الآية : ثم محلّ الناس من إحرامهم إلى البيت العتيق أن يطوفوا به طواف الزيارة يوم النحر بعد قضاء المناسك .