الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قَالَ ٱللَّهُ هَٰذَا يَوۡمُ يَنفَعُ ٱلصَّـٰدِقِينَ صِدۡقُهُمۡۚ لَهُمۡ جَنَّـٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (119)

قال اللّه { هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ } في الآخرة .

قال قتادة : متكلمان خاطبهما يوم القيامة وهو ما قص اللّه عليكم وعدو اللّه إبليس وهو قوله :{ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ } [ إبراهيم : 22 ] الأمر فصدهم عن ذلك يومئذ ، وكان قبل ذلك كاذباً فلم ينفعه صدقه يومئذ ، وأما عيسى فكان صادقاً في الحياة وبعد الممات فنفعه صدقه .

وقال عطاء : هذا يوم من أيام الدنيا لأن الآخرة ليس فيها عمل إنما فيها الثواب والجزاء ، ويوم رفع على خبر هذا ، ونصبه نافع على الحرف يعني إنما تكون هذه الأشياء في يوم ينفع الصادقين صدقهم ، وقرأ الحسن : هذا يومٌ بالتنوين ، ثم بيّن لهم ثوابها فقال { لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } فازوا بالجنة ونجوا مما خافوا .