ما أنزل اللّه ولا من اللّه ولا أمر به نظيره قوله :{ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً } [ الزخرف : 3 ] أي أنزلناه ، { مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ } .
وروى محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التميمي عن أبي صالح السمّان عن أبي هريرة قال : " قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لأكتم بن الجون : يا أكثم رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبة في النار ، فما رأيت من رجل أشبه برجل منك به ولا بك منه ، وذلك إنه أول من غيّر دين إسماعيل ونصب الأوثان ، ونحر البحيرة ، وسيب السائبة ، ووصل الوصيلة ، وحمى الحامي ، ولقد رأيت في النار يؤذي أهل النار ريح قصبه " فقال أكثم : أخشى أن يضرني شبهه يا رسول اللّه ، قال : " لا أنت مؤمن وهو كافر " .
قال : وذلك أن الناقة إذا تابعت اثنتي عشرة إناثاً سيبت فلم يركب ظهرها ولا يجز وبرها ولم يشرب لبنها إلاّ ضيف ، فما نتجت بعد ذلك من أنثى شق أذنها ثم يخلى سبيلها مع أنها في الإبل يركب ظهرها ولا يجز وبرها ولم يشرب لبنها إلاّ ضيف ، كما فعل بأُمها وهي البحيرة بنت السائبة .
وقال ابن عباس : على أنهم كانوا إذا نتجت الناقة خمسة أبطن نظروا في البطن الخامس ، فإن كان ذكراًنحروه ، فأكله الرجال والنساء جميعاً وإن كانت أنثى شقوا أُذنها فتلك البحيرة ولا يجز لها وبر ، ولا يذكر عليها اسم اللّه إن ذُكيّت ولا يحمل عليها وحرّمت على النساء لا يذقن من ألبانها ولا ينتفعن بها وكانت لبنها ومنافعها خاصة للرجال دون النساء حتى تموت ، وإذا ماتت اشترك الرجال والنساء في أكلها .
وقيل : هو إنهم كانوا إذا ولد السقب بحروا أذنها وقالوا : اللهم إن عاش ففتي وإن مات فذكي ، فإذا مات أكلوه .
وأما السائبة فكان الرجل يسيب من ماله فيجيء به إلى السدنة فيدفعه إليهم فيطعمون منه أبناء السبيل من ألبانها ولحمانها إلاّ النساء فإنهم كانوا لا يعطونهن منها شيئاً حتى يموت ، فإذا مات أكلها الرجال والنساة جميعاً .
وقال علقمة : هي العبد [ يسيب ] على أن لا يكون له ولاء ولا عقل ، وله ميراث . فقال ( عليه السلام ) : " إنما الولاء لمن أعتق " وإنما أخرجها بلفظ الفاعلة وهي بمعنى المفعولة ، وهي المسيبة والمخلاة على مذهب قوله [ ماء دافق وعيشة ] راضية ، وأما الوصيلة فهي الشاة إذا ولدت سبعة أبطن فإن كان البطن السابع ذكراً ذبحوه وأهدوه للآلهة ، وإن كانت أنثى استحيوها ، فإن كانت ذكراً أو أنثى استحيوا الذكر من أجل الأنثى .
وقالوا : وصلت أخاها فلم يذبحوه ، وأما الحامي فهو الفحل إذا نتجت من صُلْبِهِ عشرة أبطن قيل حمى ظهره ، فلا يركب ولا يحمل عليه ولا يمنع من ماء ولا رعي إلا أن يموت ، فيأكله الرجال والنساء قال اللّه { وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ } يختلقون { عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ } في قولهم : واللّه أمرنا بها { وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.