الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{يُنَادُونَهُمۡ أَلَمۡ نَكُن مَّعَكُمۡۖ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمۡ فَتَنتُمۡ أَنفُسَكُمۡ وَتَرَبَّصۡتُمۡ وَٱرۡتَبۡتُمۡ وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَآءَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ} (14)

{ يُنَادُونَهُمْ } يعني ينادي المنافقون المؤمنين حين حجز بينهم بالسور ، فبقوا في الظلمة والعذاب ، وصار المؤمنون في النور والرحمة { أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ } في الدنيا نصوم ونصلي ونناكحكم ونوارثكم ؟ { قَالُواْ بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ } أهلكتم { أَنفُسَكُمْ } بالنفاق { وَتَرَبَّصْتُمْ } بالأيمان .

وقال مقاتل : بل تربّصتم بمحمد الموت وقلتم : يوشك أن يموت محمد فتستريح { وَارْتَبْتُمْ } شككتم في التوحيد والنبوة { وَغرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ } للأباطيل .

وقال أبو بكر الورّاق : طول الأمل .

أخبرني الحسين ، حدّثنا ابن حمدان ، حدّثنا يوسف بن عبدالله ، حدّثنا مسلم بن أدهم حدّثنا همام بن يحيى ، حدّثنا إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خط خطوطاً وخط خطاً منها ناحية فقال : تدرون ما هذا ؟ هذا مثل ابن آدم ومثل التمني ، وذلك الخط الأمل بينما هو يتمنى إذ جاءه الموت " .

وأخبرنا الحسين ، حدّثنا الكندي ، حدّثنا أبو عيسى حمزة بن الحسين بن عمر ، حدّثنا يحيى بن عبد الباقي ، حدّثنا عمرو بن عثمان ، حدّثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن بلال بن سعد قال : ذكرك حسناتك ونسيانك سيئاتك غرّة .

{ جَآءَ أَمْرُ اللَّهِ } يعني الموت { وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ } أي الشيطان . وقرأ سماك بن حرب : بضم الغين يعني الأباطيل .

قال قتادة : كانوا على خدعة من الشيطان وما زالوا عليها حتى قذفهم الله في النار .