النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يُنَادُونَهُمۡ أَلَمۡ نَكُن مَّعَكُمۡۖ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمۡ فَتَنتُمۡ أَنفُسَكُمۡ وَتَرَبَّصۡتُمۡ وَٱرۡتَبۡتُمۡ وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَآءَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ} (14)

{ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن معَكُمْ } يعني نصلي مثلما تصلون ، ونغزو مثلما تغزون ، ونفعل مثلما تفعلون .

{ قَالُوا بَلَى وَلَكِنكُم فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : بالنفاق ، قاله مجاهد .

الثاني : بالمعاصي ، قاله أبو سنان .

الثالث : بالشهوات ، رواه أبو نمير الهمداني .

{ وَتَرَبَّصْتُمْ } فيه تأويلان :

أحدهما : بالحق وأهله ، قاله قتادة .

الثاني : وتربصتم بالتوبة ، قاله أبو سنان .

{ وَارْتَبْتُمْ } يعني شككتم في أمر الله .

{ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ } فيه أربعة أوجه :

أحدها : خدع الشيطان ، قاله قتادة .

الثاني : الدنيا ، قاله ابن عباس .

الثالث : [ قولكم ] سيغفر لنا ، قاله أبو سنان .

الرابع : قولهم اليوم{[2911]} وغداً .

{ حَتَّى جَآءَ أَمْرُ اللَّهِ } فيه قولان :

أحدهما : الموت ، قاله أبو سنان .

الثاني : إلقاؤهم في النار ، قاله قتادة .

{ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الغَرُورُ } فيه وجهان :

أحدهما : الشيطان ، قاله عكرمة .

الثاني : الدنيا ، قاله الضحاك .


[2911]:أي تسويفهم التوبة والعمل الصالح، يقولون غدا نتوب، اليوم نتوب.