بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يُنَادُونَهُمۡ أَلَمۡ نَكُن مَّعَكُمۡۖ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمۡ فَتَنتُمۡ أَنفُسَكُمۡ وَتَرَبَّصۡتُمۡ وَٱرۡتَبۡتُمۡ وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَآءَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ} (14)

{ ينادونهم } من وراء السور { أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ } يعني : ألم نكن معكم في الدنيا على دينكم ، وكنا معكم في الجماعات ، والصلوات ، فيجيبهم المؤمنون . { قَالُواْ بلى } يعني : قد كنتم معنا في الدنيا ، أو في الظاهر . { ولكنكم فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ } يعني : قد أصبتم أنفسكم حيث كفرتم في السر . ويقال : { فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ } يعني : ثبتم على الكفر الأول في السر { وَتَرَبَّصْتُمْ } يعني : انتظرتم موت نبيكم .

ويقال : { تربصتم } يعني : أخرتم التوبة ، وسوّفْتُمْ فيها . { وَتَرَبَّصْتُمْ وارتبتم } يعني : شككتم في الدين ، وشككتم في البعث { وَغرَّتْكُمُ الأماني } يعني : أباطيل الدنيا { حتى جَاء أَمْرُ الله } يعني : القيامة { وَغَرَّكُم بالله الغرور } يعني : الشياطين . وقال الزجاج : { الغرور } على ميزان فعول ، وهو من أسماء المبالغة ، وكذلك الشياطين { الغرور } لأنه يغري ابن آدم كثيراً .