قوله : { يُنَادُونَهُمْ } يجوز أن يكون حالاً من الضمير في «بينهم » . قاله أبو البقاء{[55325]} .
وهو ضعيف{[55326]} لمجيء الحال من المضاف إليه في غير المواضع المستثناة .
وأن تكون مستأنفة ، وهو الظاهر .
وقوله : { أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ } يجوز أن يكون تفسيراً للنداء ، وأن يكون منصوباً بقول مقدّر .
فصل في معنى الآية{[55327]}
والمعنى : ينادي المنافقون المؤمنين { ألم نَكُنْ معكم } يعني : في الدنيا نصلّي مثل ما تصلّون ، ونغزو مثل ما تَغْزُون ، ونفعل مثل ما تفعلون ؟ .
«قالوا : بَلَى » ، أي : يقول المؤمنون : بلى ، قد كُنتم معنا في الظَّاهر ، { ولكنكم فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ } أي : استعملتموها في الفتنة .
وقال مجاهد : أهلَكْتمُوهَا بالنِّفاق{[55328]} .
وقيل : بالمعاصي . قاله أبو سنان . وقال أبو نمير الهمداني : بالشهوات واللَّذَّات .
وقوله : «وتربّصتم » أي : بالنبي صلى الله عليه وسلم الموت ، وبالمؤمنين الدَّوائر .
«وارْتَبْتُمْ » أي : شككتم في التوحيد ، أو النبوة ، أو البعث .
«وغرَّتكم الأماني » أي : الأباطيل .
وقيل : طول الأمل ، وهو ما كانوا يتمنّونه من ضعف المؤمنين ، ونزول الدَّوائر بهم .
وقال قتادة : الأماني هنا خدعُ الشيطان{[55329]} .
وقيل : الدنيا ، قاله عبد الله بن عباس{[55330]} .
وقال أبو سنان : هو قولهم : «سيغفر لنا » .
وقال بلال بن سَعْدٍ : ذكرك حسناتك ، [ ونسيانك ]{[55331]} سيئاتك غِرَّةً { حتَّى جاء أمر الله } يعني : الموت .
وقيل : نُصْرة نبيه صلى الله عليه وسلم{[55332]} .
وقال قتادة : إلقاؤهم في النَّار{[55333]} .
قوله : { وَغَرَّكُم بالله الغرور } .
قرأ العامة : «الغَرُور » بفتح الغين ، وهو صفة على «فعول » ، والمراد به : الشَّيْطان ، أي : خدعكم بالله الشيطان .
وقرأ أبو حيوة ، ومحمد{[55334]} بن السميفع ، وسماك بن حَرْب : «الغُرُور » بالضم ، وهو مصدر ، والمراد به الأباطيل .
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خطَّ لنا خُطُوطاً ، وخط منها خطًّا ناحية ، فقال : «أتَدْرُونَ مَا هَذَا ؟ هَذَا مِثْلُ ابْنِ آدَمَ ومِثْلُ التمنِّي ، وتِلْكَ الخُطُوطُ الآمَالُ ، بَيْنَمَا يتمنَّى إذْ جَاءَهُ المَوْتُ »{[55335]} .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : خطَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًّا مربَّعاً وخط في وسطه خطًّا ، وجعله خارجاً منه ، وخط عن يمينه ويساره خطوطاً صغاراً ، فقال : «هَذَا ابْنُ آدَمَ وهَذَا أجَلُهُ يُحيطُ بِهِ ، وهذا أمَلُهُ قَدْ جَاوَزَ أجَلَهُ ، وهذه الخُطُوطُ الصِّغَارُ الأعْرَاضُ فإنْ أخْطَأهُ هذا نَهَشَهُ هذا »{[55336]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.