البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{يُنَادُونَهُمۡ أَلَمۡ نَكُن مَّعَكُمۡۖ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمۡ فَتَنتُمۡ أَنفُسَكُمۡ وَتَرَبَّصۡتُمۡ وَٱرۡتَبۡتُمۡ وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَآءَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ} (14)

{ ينادونهم } : استئناف إخبار ، أي ينادون المنافقون المؤمنين ، { ألم نكن معكم } : أي في الظاهر ، { قالوا بلى } : أي كنتم معنا في الظاهر ، { ولكنكم فتنتم أنفسكم } : أي عرضتم أنفسكم للفتنة بنفاقكم ، { وتربصتم } أي بأيمانكم حتى وافيتم على الكفر ، أو تربصتم بالمؤمنين الدوائر ، قاله قتادة ، { وارتبتم } : شككتم في أمر الدين ، { وغرتكم الأماني } : وهي الأطماع ، مثل قولهم : سيهلك محمد هذا العام ، تهزمه قبيلة قريش مستأخرة الأحزاب إلى غير ذلك ، أو طول الآمال في امتداد الأعمار ، { حتى جاء أمر الله } ، وهو الموت على النفاق ، والغرور : الشيطان بإجماع .

وقرأ سماك بن حرب : الغرور ، وتقدم ذلك .