القول في تأويل قوله تعالى : { تَبَارَكَ الّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } .
يعني بقوله تعالى ذكره : تَبارَكَ : تعاظم وتعالى الّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ بيده مُلك الدنيا والاَخرة وسُلطانهما نافذ فيهما أمره وقضاؤه وَهُوَ على كلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يقول : وهو على ما يشاء فعله ذو قدرة لا يمنعه من فعله مانع ، ولا يحول بينه وبينه عجز .
تفسير سورة الملك{[1]}
بسم الله الرحمن الرحيم سورة الملك وهي مكية بإجماع ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها كل ليلة عند أخذ مضجعه ، رواه جماعة مرفوعا إلى جابر بن عبد الله ، ويروى عنه أنه قال ( إنها لتنجي من عذاب القبر وتجادل عن حافظها حتى لا يعذب ){[2]} ويروى أن في التوراة سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أجاد وأطيب{[3]} وروي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وددت أن سورة ‘ تبارك الذي بيده الملك ‘ الملك 1 في قلب كل مؤمن ){[4]}
{ تبارك } تفاعل من البركة ، وهي التزيد في الخيرات ، ولم يستعمل بيتبارك ولا متبارك ، وقوله : { بيده } عبارة عن تحقيق { الملك } ، وذلك أن اليد في عرف الآدميين هي آلة التملك فهي مستعرة ، و { الملك } على الإطلاق هو الذي لا يبيد ولا يختل منه شيء ، وذلك هو ملك الله تعالى ، وقيل المراد في هذه الآية : ملك الملوك ، فهو بمنزلة قوله : { اللهم مالك الملك }{[11200]} [ آل عمران : 26 ] ، عن ابن عباس رضي الله عنه . وقوله تعالى : { وهو على كل شيء قدير } عموم ، والشيء معناه في اللغة الموجود .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.