الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَهَزَمُوهُم بِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ وَءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَهُۥ مِمَّا يَشَآءُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (251)

وقوله تعالى : { وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرض . . . } [ البقرة :251 ] .

أخبر اللَّه سبحانه في هذه الآية ، أنه لوْلاَ دفعه بالمؤمنين في صدور الكَفَرة على مرِّ الدَّهْر ، لَفَسَدَتِ الأرْض ، لأن الكُفْر كان يطبقها ، ولكنه سبحانه لا يُخْلِي الزمانَ مِنْ قَائِمٍ بحقٍّ ، وداعٍ إِلى اللَّه ، إِلى أنْ جعل ذلك في أمَّة محمَّد إلى قيامِ السَّاعة ، له الحَمْدُ كَثيراً .

( ص ) { ولكن } استدراكٌ بإثبات الفضل للَّه سبحانه على جميع العالمين ، لما يتوهَّمه من يريد الفَسَاد أنَّ اللَّه غير متفضِّل عليه ، إِذ لم يبلِّغه مقاصده ، واحتيج إلى هذا التقديرِ ، لأن ( لَكِنَّ ) تكونُ بين متنافِيَيْن بوجْهٍ مَّا ، انتهى .