الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ وَوَهَبۡنَا لَهُۥ يَحۡيَىٰ وَأَصۡلَحۡنَا لَهُۥ زَوۡجَهُۥٓۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ وَكَانُواْ لَنَا خَٰشِعِينَ} (90)

وقوله سبحانه : { وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ } [ الأنبياء : 90 ] قيل : بل جُعِلَتْ مِمَّنْ تَحْمِلُ وهي عاقر قاعد ، وعموم اللفظ يتناول جميع الإصلاح .

وقوله تعالى : { وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً } المعنى : أنهم يدعون في وقت تعبداتهم ، وهم بحال رغبة ورجاء ، ورهبة وخوف في حال واحدة لأَنَّ الرغبة والرهبة متلازمان ، ، والخشوعُ : التذلُّل بالبدن المتركب على التذلل بالقلب ، قال القشيريُّ في «رسالته » سُئِلَ الجنيد عن الخشوع فقال : تَذَلُّلُ القلوب لعلاَّمِ الغيوب ، قال سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللّه : مَنْ خشع قلبُه لم يقرب منه الشيطان انتهى .