ثُمَّ يَقُولُ : أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا { لاَّ تُلْهِيهِمْ تجارة وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ الله } إلى آخر الآية ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ : سَيَعْلَمُ أَهْلُ الجَمْعِ لَمِنِ الكَرَمُ اليَوْمَ ، ثُمَّ يَقُولُ : أَيْنَ الحَمَّادُونَ الَّذِينَ يَحْمَدُونَ رَبَّهمْ ) مختصراً رواه الحاكم في «المستدرك على الصحيحين » وله طرق عن أَبي إسحاقَ ، انتهى من «السلاح » . ورواه أيضاً ابن المبارك من طريق ابن عباس قال : ( إذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ نادى مُنَادٍ : سَتَعْلَمُونَ اليَوْمَ منْ أَصْحَابُ الكَرَم ، لِيَقُمْ الحَامِدُونَ لِلَّهِ تعالى على كُلِّ حَالٍ ، فَيَقُومُونَ ، فَيُسَرَّحُونَ إلَى الجَنَّةِ ، ثُمَّ يُنَادِي ثَانِيَةً : سَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الكَرَمِ لِيَقُمِ الَّذِينَ كَانَتْ جُنُوبُهُمْ تتجافى عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ، قَالَ : فَيَقُومُونَ ، فَيُسَرَّحُونَ إلى الجنَّة ، ثُمَّ يُنَادِي ثَالِثَةً : سَتَعْلَمُونَ اليَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الكَرَمِ لِيَقُمَ الَّذِينَ كَانَتْ : { لاَّ تُلْهِيهِمْ تجارة وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ الله وَإِقَامِ الصلاة وَإِيتَاء الزكاة يخافون يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ القلوب والأبصار } فيَقُومُونَ ، فَيُسَرَّحُونَ إلى الجَنَّة ) انتهى من «التذكرة » .
هنا عند ابن عباس : الطاعة للَّه ، وقال الحسن : هي الزكاةُ المفروضة في المال ، واليوم المخوف : هو يوم القيامة ، ومعنى الآية : إنَّ ذلك اليوم لِشِدَّةِ هوله القلوبُ والأبصارُ فيه مضطربةٌ قِلِقَةٌ متقلبة .
قلت : ومن «الكلم الفارقية » : سعادة القلبِ إقباله على مُقَلِّبِهِ والعالِم بحال مَآله ومُنْقَلَبهِ ، القلوبُ بحار جواهرها المعارفُ ، وسواحلها الألسنة وغواصها الفكرة النافذة ، غَوَّاصُ بحر الصُّوَرِ يغوصُ بصورته في طلب مكسبه ، والعارِفُ يغوص بمعنى قلبه في بحار غَيْبِ رَبِّهِ ، فيلتقط جواهرَ الحكمة ودُرَرَ الدِّرَايَةِ . قلوبُ العارفين كالبحار تنعقد في أصداف ضمائرهم جواهِرُ المعارف والأسرار . القلوب كالأراضي إلى من أسلمت إليه قلبك بذر فيه ما عنده أَمَّا مَنْ بذر نفسه ووسواسه العفن المسوس أو بذر فيه معرفته بالرب المقدس ، انتهى .
( ت ) : فإنْ أردت سلامتك في ذلك اليوم فليكن قلبك الآن مقبلاً على طاعة مولاك فإنه يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلاَّ مَنْ أَتَى اللّه بقلب سليم .
قال الواحِدِيُّ : ( تتقلب فيه القلوبُ ) بين الطمع في النجاة والخوفِ من الهلاك ، والأبصارُ تتقلَّبُ في أيِّ ناحية يؤخذ بهم أذاتَ اليمين أم ذاتَ الشمال ، ومن أيِّ جهة يُؤتون كتبَهم ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.