وقوله تعالى : { أَوْ كظلمات } [ النور : 40 ] .
عطف على قوله : { كَسَرَابٍ } وهذا المثال الأخير تضمن صفة أعمالهم في الدنيا ، أي أَنَّهم من الضلال في مثل هذه الظلمات المجتمعة من هذه الأشياء ، وذهب بَعْضُ الناس إلى أَنَّ في هذا المثالَ أجزاءً تقابل أجزاءً من المُمَثَّلِ به فقال : الظلمات : الأعمال الفاسدة والمُعْتَقَدَاتُ الباطلة ، والبحر اللُّجِّيُّ : صَدْرُ الكافر وقلبه ، واللجي معناه : ذو اللجة وهي مُعْظَمُ الماء وغَمْرُه ، واجتماع ما به أَشَدُّ لظلمته ، والموج : هو الضلال والجهالة التي قد غمرت قلبَه ، والسحاب هو شهوتُه في الكفر وإعراضه عن الإيمان .
قال ( ع ) : وهذا التأويل سائغ أَلاَّ يُقَدَّرُ هذا التقابل سائغ .
وقوله : { إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يراها } لفظ يقتضي مبالغةَ الظلمة ، واخْتُلِفَ في هذه اللفظة ، هل معناها أَنَّهُ لم يريده البتَّة أو المعنى أَنَّه رآها بعد عُسْرٍ وشِدَّةٍ وكاد أَلاَّ يراها ، ووجه ذلك أَنَّ «كاد » إذا صحِبَهَا حرف النفي ، وَجبَ الفعل الذي بعدها ، وإذا لم يصحبها انتفى الفعل ، وكاد معناها قارب .
وقوله تعالى : { وَمَن لَمْ يَجْعَلِ الله لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ } قالت فرقة : يريد في الدنيا ، أي : مَنْ لم يهده اللّه لم يَهْتَدِ ، وقالت فرقة : أراد في الآخرة ، أي : مَنْ لم يرحمه اللّه ويُنَوِّرُ حاله بالمغفرة والرحمة فلا رحمة له .
قال ( ع ) : والأَوَّلُ أبينُ وأليق بلفظ الآية ، وأيضاً فذلك متلازم ، ونور الآخرة إنَّمَا هو لمن نُوِّرَ قلبه في الدنيا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.