الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{حمٓ} (1)

مقدمة السورة:

مكية وآياتها 85 ، روى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الحواميم ديباج القرآن " ومعنى هذه العبارة أنها خلت من الأحكام وقصرت على المواعظ والزجر وطرق الآخرة محضا وعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أراد أن يرتع في رياض مونقة من الجنة فليقرأ غير الحواميم " .

قوله تعالى : { حم } : تقدَّم القولُ في الحُرُوفِ المقطَّعَةِ ، ويَخْتَصُّ هذا المَوْضِعُ بقولٍ آخرَ قاله الضَّحَّاكُ والكسائي ؛ أنَّ { حم } هِجَاءُ ( حُمَّ ) بضم الحاء وتشديد الميم المفتوحةِ ؛ كأنه يقولُ : حُمَّ الأَمْرُ وَوَقَعَ تنزيلُ الكِتَابِ مِنَ اللَّهِ ، وقال ابن عَبَّاسٍ : الر ، وحم ، ون ، هي حروفُ الرحمن مقطَّعةٌ في سُورٍ ، وسأَل أعرابيٌّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن حمما هو ؟ فقال : بَدْءُ أَسْمَاءٍ ، وَفَواتِحُ سُوَرٍ .