الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَإِذَآ أَنۡعَمۡنَا عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ أَعۡرَضَ وَنَـَٔا بِجَانِبِهِۦ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ فَذُو دُعَآءٍ عَرِيضٖ} (51)

وقوله تعالى : { وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإنسان أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ } الآية ، ذَكَرَ سبحانه الخُلُقَ الذميمة من الإنسان جملةً ، وهي في الكافر بَيِّنَةٌ متمكِّنة ، وأَمَّا المُؤْمِنُ ، ففي الأغلب يَشْكُرُ على النعمة ، وكثيراً ما يصبر عند الشدة ، و{ نأى } معناه : بَعُدَ ولم يَمِلْ إلى شُكْر ولا طَاعَةٍ .

وقوله : { فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ } أي : وطويلٍ أيضاً ، وعبارةُ الثعلبيِّ : { عَرِيضٍ } أي : كثير ، والعربُ تستعملُ الطُّولَ والعَرْضَ كليهما في الكَثرة من الكلام ، انتهى .