وقوله سبحانه : { أهمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ } الآية ، آيةُ تقريرٍ ووعيدٍ ، و{ تُبَّعٍ } : مَلِكٌ حِمْيَرِيٌّ ، وكان يقال لكل ملك منهم : «تُبَّع » إلاَّ أَنَّ المُشَارَ إليه في هذه الآية رَجُلٌ صالحٌ ؛ رُوِيَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم من طريق سَهْلِ بنِ سَعْدٍ «أَنَّ تُبَّعاً هَذَا أَسْلَمَ وَآمَنَ بِاللَّهِ » ، وقد ذكره ابن إسْحَاقَ في السيرة ، قال السُّهَيْلِيُّ : وبَعْدَ ما غزا تُبَّعٌ المدينة ، وأراد خَرَابَهَا أُخْبِرَ بِأَنَّها مُهَاجَرُ نَبِيٍّ اسمه أَحْمَدُ ، فانصرف عَنْهَا ، وقال فيه شعراً وأودعه عند أهلها ، فكانوا يتوارثونه كابراً عن كابر ، إلى أَنْ هاجر إليهم النبي عليه السلام فَأَدَّوْهُ إليه ، ويقال : إنَّ الكتاب والشعر كانا عند أبي أيوبَ الأنصاريِّ ومنه :
شَهِدتُّ على أَحْمَدٍ أَنَّهُ *** رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ بَارِي النَّسَمْ
فَلَوْ مُدَّ عُمْرِي إلى عُمْرِهِ *** لَكُنْتُ وَزِيراً لَهُ وابن عَمّ
وذكر الزَّجَّاجُ ، وابن أبي الدنيا : أَنَّه حُفِرَ قَبْرٌ بصنعاء في الإِسلام ، فَوُجِدَ فيه امرأتانِ صحيحتان ، وعند رأسهما لَوْحٌ من فِضَّةٍ مكتوبٌ فيه بالذَّهَبِ : هذا قَبْرُ حبى ولَمِيسَ ، ويروى : وتُماضِرَ ابنتي تُبَّعٍ ، ماتتا وهما تَشْهَدَانِ أَنْ لاَ إله إلاَّ اللَّه ، ولا تُشْرِكَانِ به شَيْئاً ، وعلى ذلك مَاتَ الصَّالِحُونَ قَبْلَهُمَا ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.