{ قَالَ فَإِنَّهَا } أي : الأرض المقدّسة { مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ } أي على هؤلاء العصاة بسبب امتناعهم من قتال الجبارين { أَرْبَعِينَ سَنَةً } ظرف للتحريم : أي : أنه محرّم عليهم دخولها هذه المدّة لا زيادة عليها ، فلا يخالف هذا التحريم ما تقدّم من قوله : { الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ } فإنها مكتوبة لمن بقي منهم بعد هذه المدّة ؛ وقيل : إنه لم يدخلها أحد ممن قال { إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا } فيكون توقيت التحريم بهذه المدّة باعتبار ذراريهم ؛ وقيل : إن { أَرْبَعِينَ سَنَةً } ظرف لقوله { يَتِيهُونَ فِي الأرض } أي : يتيهون هذا المقدار فيكون التحريم مطلقاً .
والموقت : هو التيه ، وهو في اللغة الحيرة ، يقال منه تاه يتيه تيهاً أو توهاً إذا تحير ، فالمعنى : يتحيرون في الأرض ؛ قيل : إن هذه الأرض التي تاهوا فيها كانت صغيرة نحو ستة فراسخ كانوا يمسون حيث أصبحوا ويصبحون حيث أمسوا ، وكانوا سيارة مستمرين على ذلك لا قرار لهم .
واختلف أهل العلم هل كان معهم موسى وهارون أم لا ؟ فقيل : لم يكونا معهم ، لأن التيه عقوبة ؛ وقيل : كانا معهم لكن سهل الله عليهما ذلك ، كما جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم . وقد قيل كيف يقع هذا لجماعة من العقلاء في مثل هذه الأرض اليسيرة ، في هذه المدّة الطويلة ؟ قال أبو علي : يكون ذلك بأن يحوّل الله الأرض التي هم عليها إذا ناموا إلى المكان الذي ابتدأوا منه ، وقد يكون بغير ذلك من الأسباب المانعة من الخروج عنها على طريق المعجزة الخارقة للعادة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.