الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{۞قَالَ قَرِينُهُۥ رَبَّنَا مَآ أَطۡغَيۡتُهُۥ وَلَٰكِن كَانَ فِي ضَلَٰلِۭ بَعِيدٖ} (27)

ولذلك تَحَرَّكَ القرينُ ، الشيطانُ المُغْوِي ، فرام أَنْ يُبْرِئ نفسه ويخلصها بقوله : { رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ } .

وقوله : { رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ } ليست بحجة ؛ لأَنَّهُ كَذَبَ أَنْ نفى الإطغاء عن نفسه جملةً ، وهو قد أطغاه بالوسوسة والتزيينِ ، وأَطغاه اللَّه بالخلق والاختراع حسب سابق قضائه الذي هو عدل منه ، سبحانه لا رَبَّ غيرُه .