مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{وَفِيٓ أَنفُسِكُمۡۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ} (21)

قوله تعالى : { وفي أنفسكم أفلا تبصرون } إشارة إلى دليل الأنفس ، وهو كقوله تعالى : { سنريهم ءاياتنا في الآفاق وفي أنفسهم } وإنما اختار من دلائل الآفاق ما في الأرض لظهورها لمن على ظهورها فإن في أطرافها وأكنافها ما لا يمكن عد أصنافها فدليل الأنفس في قوله : { وفي أنفسكم } عام ويحتمل أن يكون مع المؤمنين ، وإنما أتى بصيغة الخطاب لأنها أظهر لكون علم الإنسان بما في نفسه أتم وقوله تعالى : { وفي أنفسكم } يحتمل أن يكون المراد وفيكم ، يقال الحجارة في نفسها صلبة ولا يراد بها النفس التي هي منبع الحياة والحس والحركات ، ويحتمل أن يكون المراد وفي نفوسكم التي بها حياتكم آيات وقوله : { أفلا تبصرون } بالاستفهام إشارة إلى ظهورها .