الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ وَٱقۡعُدُواْ لَهُمۡ كُلَّ مَرۡصَدٖۚ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (5)

قوله سبحانه : { فَإِذَا انسلخ الأشهر الحرم } : الانسلاخ : خروجُ الشيء عن الشيء المتلبِّس به ؛ كانسلاخ الشاة عن الجِلْدِ ، فشبه انصرام الأشهر بذلك .

وقوله سبحانه : { فاقتلوا المشركين حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } .

قال ابن زَيْد : هذه الآية ، وقوله سبحانه : { فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً } [ محمد : 4 ] : هما مُحْكَمَتان ؛ أي : ليستْ إِحداهما بناسخةٍ للأخرى .

قال ( ع ) : هذا هو الصواب .

وقوله : { وَخُذُوهُمْ } معناه : الأسْر .

وقوله : { كُلَّ مَرْصَدٍ } : معناه : مواضع الغرَّة ؛ حيث يرصدون ونصب { كُلَّ } على الظرف أو بإسقاط الخافِضِ ، التقدير : في كُلِّ مَرْصَد .

وقوله : { فَإِن تَابُوا } ، أي : عن الكُفْر .