{ ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ( 1 ) ألم يجعل كيدهم في تضليل ( 2 ) وأرسل عليهم طيرا أبابيل ( 3 ) ترميهم بحجارة من سجيل ( 4 ) فجعلهم كعصف مأكول( 5 ) }
ألم تنظر ببصيرتك كيف صنع الله ولي المتقين{[13354]} ، القوي المتين ، بأهل الصليب العادين ، الذين خرجوا من ديارهم بطرا ورءاء الناس ، يتقدم جيشهم فيل ، يريدون هدم البلد الأمين ، والبيت العتيق ؟ !
قال النحويون : قوله { كيف } مفعول { فعل } ؛ لأن الاستفهام يقتضي صدر الكلام ، فيقدم على فعله بالضرورة ، وهو مفعول مطلق ؛ والمعنى : فعل أي فعل ، يعني : فعلا ذا عبرة لأولي الأبصار : اه .
ومما نقل عن أبي حيان : يراعى صدارته ! إبقاء لحكم أصله ، وتعليق الرؤية بكيفية فعله- تعالى شأنه- لا بنفسه ، بأن يقال : ألم تر ما فعل ربك الخ لتهويل الحادثة ، والإيذان بوقوعها على كيفية هائلة ، وهيئة عجيبة ، دالة على عظم قدرة الله تعالى ، وكمال علمه وحكمته . . . وشرف رسول صلى الله تعالى عليه وسلم ، فإن ذلك- كما قال غير واحد- من الإرهاصات ، لما روي أن القصة وقعت في السنة التي ولد فيها النبي صلى الله عليه وسلم ؛ قال إبراهيم بن المنذر- شيخ البخاري- : لا يشك في ذلك أحد من العلماء ، وعليه الإجماع . . اه .
وروى غير واحد من أصحاب السير أن النجاشي ملك الحبشة كان قد استحوذ على أرض اليمن ؛ واستعمل عليها عاملا ، فغلب عليه أبرهة ، وأرسل إلى النجاشي يترقق له ويصانعه ، فرضي عنه وأقره على عمله ؛ ثم إنه بعث إليه يقول : سأبني لك كنيسة بأرض اليمن لم يبن مثلها قبلها ؛ فشرع في بناء كنيسة هائلة بصنعاء ، وعزم أبرهة على أن يصرف حج العرب إليها كما يحج إلى الكعبة بمكة ؛ وذكر مقاتل بن سليمان أن فتية من قريش دخلوها فأججوا فيها نارا فاحترقت ، فأقسم أبرهة ليسيرن إلى بيت مكة وليخربنه حجرا حجرا ، وتأهب لذلك وسار في جيش كثيف ، واستصحب معه فيلا- وروى : أكثر- ومضى أصحاب الفيل حتى وصلوا إلى وادي محسر [ وسنورد موجزا لبقية القصة إن شاء الله بعد تفسير الآيات ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.