فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{الٓمٓ} (1)

مقدمة السورة:

سورة البقرة مدنية

{ الم ( 1 ) }

إما أن تكون( الم ) وما شاكلها من فواتح السور التي تكون من حروف تهج ، وإما أن تكون من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله ، وإما أن تكون من المحكم الذي يمكن أن نجد سبيلا إلى تفسيره{[1]} ؛ وهي على هذا إما أن تكون اسما للسورة ، أو ذكرت هذه الحروف بيانا لإعجاز القرآن الكريم إذ هو مكون من حروف كالتي يتكون منها كلامهم ومع ذلك عجزوا عن الإتيان بمثله ، فعلم أنه ليس من كلام البشر ، وإنما هو كلام العزيز الحميد ، الحكيم المجيد . قال ابن كثير : ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن ، وبيان إعجازه وعظمته ، وهذا معلوم بالاستقراء في تسع وعشرين سورة مثل : { الم . ذلك الكتاب لا ريب فيه } ، { الم . الله لا إله إلا هو الحي القيوم . نزل عليك الكتاب بالحق }{[2]} ، { المص . كتاب أنزل إليك }{[3]} ، { الر . كتاب أنزلناه إليك . . . }{[4]} ، { الم . تنزيل الكتاب لا ريب فيه }{[5]} ، { حم . تنزيل من الرحمن الرحيم . . . }{[6]} وغير ذلك . اه


[1]:- سورة يونس، الآية 24.
[2]:- ما بين العارضتين من روح المعاني.
[3]:- يتعبد.
[4]:- فضمني إلى صدره.
[5]:- سورة الأنعام. من الآية 148.
[6]:- ما بين العارضتين من روح المعاني.