فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (139)

{ ولا تهنوا } ولا تضعفوا .

{ الأعلون } الأرفع قدرا والأعز مقاما .

{ ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين } : نهى الله تعالى أن يحزن المؤمن لأن الحزن يضعفه والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم بربنا القوي متضرعا إليه أن يجيره مما يضعف النفس ويوهن العزم{[1149]} ، وجاء في آية كريمة مباركة : { فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون{[1150]} والله معكم ولن يتركم أعمالكم }{[1151]} ، وقال المولى تقدست أسماؤه : { ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون . . }{[1152]} ، وجعل التأييد والتيقن لأهل اليقين { . . . والعاقبة للمتقين }{[1153]} { . . . وكان حقا علينا نصر المؤمنين }{[1154]} .


[1149]:ومنه الحديث " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن".
[1150]:مما أورد الألوسي: والمراد والحال أنكم أعلى منهم شأنا فإنكم على الحق وقتالكم لإعلاء كلمة الله تعالى وقتلاكم في الجنة وأنهم على الباطل وقتالهم لنصرة كلمة الشيطان وقتلاهم في النار واشتراكهم على هذا في العلو بناء على الظاهر وزعمهم. وإذا أخذ الكلمة بمعنى الغلبة لا يحتاج إلى هذا، علما بأن الحرب سجال وأن العاقبة للمتقين.1هـ.
[1151]:من سورة محمد صلى الله عليه وسلم الآية 35.
[1152]:من سورة النساء من الآية 104.
[1153]:من سورة الأعراف من الآية 128.
[1154]:من سورة الروم من الآية 47.