فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلَا تَهِنُواْ فِي ٱبۡتِغَآءِ ٱلۡقَوۡمِۖ إِن تَكُونُواْ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ يَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَۖ وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرۡجُونَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} (104)

{ ولا تهنوا في ابتغاء القوم } ولا تتوانو ولا يدركنكم ضعف في طلب الأعداء لتقاتلوهم ، { إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون } دعوة إلى المصابرة والمجالدة ، وبشرى بأن خير الناصرين ولي الطائفة المجاهدة ، ومثل هذا قول الحق سبحانه : { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين } ( {[1519]} ) ، وقوله جل ثناؤه : ( فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم ) ( {[1520]} ) ، وإنها سنته التي لا تتبدل : ( وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين . وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين . فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين ) ( {[1521]} ) ؛ { وكان الله عليما } ولم يزل محيطا علمه بكل معلوم ، ومنه ، ما ادخر لكم من فتح ومغانم ، { حكيما } فيما شرع لكم من مجاهدة الكفار والمنافقين ، وما استحفظتم عليه من نصرة الدين .


[1519]:سورة آل عمران.الآية 139.
[1520]:سورة محمد. الآية 35.
[1521]:سورة آل عمران. الآيات 148،147،146.