ثم بكت الفريق الخائنين بأنهم يدركهم الموت أينما كانوا ، ولو كانوا في حصون مرتفعة ، . . والغرض أنه لا خلاص لهم من الموت ، والجهاد موت مستعقب للسعادة الأبدية ، وإذا كان لا بد من الموت فوقوعه على هذا الوجه أولى . ا ه .
قال المفسرون : كانت المدينة مملوءة من النعم وقت مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما ظهر عناد اليهود ونفاق المنافقين أمسك الله تعالى عنهم بعض الإمساك ، كما جرت سنته( {[1472]} ) في جميع الأمم قال : ( وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء . . ) ( {[1473]} ) ، فعند هذا قالت اليهود والمنافقون : ما رأينا أعظم شؤما من هذا الرجل ، نقصت ثمارنا ، وغلت أسعارنا منذ قدم ، فقوله تعالى : { وإن تصبهم حسنة } يعني : الخصب والرخص وتتابع الأمطار { يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة } يعني : الجدب وانقطاع الأمطار : { يقولوا هذه من عندك } يقولون : هذا من شؤم محمد ، وهذا كقوله : ( . . فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه . . ) ( {[1474]} ) ، . . . ، فلا جرم أجابهم الله تعالى بقوله " { قل كل من عند الله } وكيف لا و جميع الممكنات ، من الأفعال والذوات والصفات ، لابد من استنادها إلى الواجب بالذات ، ولهذا تعجب من حالهم وقال : { فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا } فنفى عنهم مقاربة الفقه والفهم ، فضلا عن الفقه والفهم ، . . . ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.