فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱتَّخَذُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ جُنَّةٗ فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِنَّهُمۡ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (2)

{ اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون ( 2 ) }

جعلوا من حلفهم سترة يتسترون خلفها ، وتقية يتقون بها ما يؤاخذ به الكافر وقال الضحاك : أي اتخذوا حلفهم بالله إنهم لمنكم جنة عن القتل أو السبي . . ومن هنا أخذ الشاعر قوله :

وما انتسبوا إلى الإسلام إلا لصون دمائهم أن لاتسالا

فكرهوا الإسلام لمرض قلوبهم بالنفاق فزادهم الله مرضا { إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون . ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم }{[6927]} ، فإن هذا الزيغ والخداع أسوأ الأعمال ، وجزاؤه أغلظ العقاب { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا }{[6928]} .

يقول ابن كثير : أي اتقوا الناس بالأيمان الكاذبة والحلفان الآثمة ليصدقوا فيها يقولون ، فاغتر بهم من لا يعرف جلية أمرهم فاعتقدوا أنهم مسلمون ، فربما اقتدى بهم فيما يفعلون وصدقهم فيما يقولون ، وهم شأنهم أنهم كانوا في الباطن لا يألون الإسلام وأهله خبالا ، فحصل بهذا القدر ضرر كبير على كثير من الناس . . . اه .


[6927]:- سورة يونس. الآيتان: 96، 97..
[6928]:- سورة النساء. الآية 145.