فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ قَالُواْ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَكَٰذِبُونَ} (1)

مقدمة السورة:

( 63 ) سورة المنافقون مدنية

وآياتها إحدى عشرة

كلماتها : 180 ؛ حروفها : 776

بسم الله الرحمان الرحيم

{ إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ( 1 ) }

إذا أتى إلى مجلسك أهل النفاق الذين يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام قالوا بألسنتهم ما ليس في قلوبهم : نشهد ونقر ونؤكد أنك لمرسل من رب العالمين ، وربك يعلم أنك رسوله حقا وصدقا ، ويعلم أن المنافقين هم أكذب الخلق ، إذ هم بنفاقهم { يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون . في قلوبهم مرض . . }{[6925]} .

[ قيل : معنى { نشهد } نحلف ، فعبر عن الحلف بالشهادة . . { والله يشهد إن المنافقين لكاذبون } أي فيما اظهروا من شهادتهم وحلفهم بألسنتهم . . . وهذا يدل على أن الإيمان تصديق القلب ، وعلى أن الكلام الحقيقي كلام القلب ، ومن قال شيئا واعتقد خلافه فهو كاذب . ]{[6926]} .


[6925]:- سورة البقرة. الآية 8 و من الآية 9.
[6926]:- ما بين العارضتين مما أورده القرطبي.