الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَإِذِ ٱعۡتَزَلۡتُمُوهُمۡ وَمَا يَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ فَأۡوُۥٓاْ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ يَنشُرۡ لَكُمۡ رَبُّكُم مِّن رَّحۡمَتِهِۦ وَيُهَيِّئۡ لَكُم مِّنۡ أَمۡرِكُم مِّرۡفَقٗا} (16)

{ وَإِذِ اعتزلتموهم } خطاب من بعضهم لبعض ، حين صممت عزيمتهم على الفرار بدينهم { وَمَا يَعْبُدُونَ } نصب ، عطف على الضمير ، يعني : وإذ اعتزلتموهم واعتزلتم معبوديهم { إِلاَّ الله } يجوز أن يكون استثناء متصلاً ، على ما روي : أنهم كانوا يقرون بالخالق ويشركون معه كما أهل مكة . وأن يكون منقطعاً . وقيل : هو كلام معترض إخبار من الله تعالى عن الفئة أنهم لم يعبدوا غير الله { مّرْفَقًا } قرىء «بفتح الميم وكسرها » وهو ما يرتفق به : أي ينتفع ، إما أن يقولوا ذلك ثقة بفضل الله وقوّة في رجائهم لتوكلهم عليه ونصوع يقينهم . وإما أن يخبرهم به نبي في عصرهم ، وإما أن يكون بعضهم نبياً .