الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذِ ٱعۡتَزَلۡتُمُوهُمۡ وَمَا يَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ فَأۡوُۥٓاْ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ يَنشُرۡ لَكُمۡ رَبُّكُم مِّن رَّحۡمَتِهِۦ وَيُهَيِّئۡ لَكُم مِّنۡ أَمۡرِكُم مِّرۡفَقٗا} (16)

ثم قال : { وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله } [ 16 ] .

هذا أيضا : خبر من الله [ عز وجل{[42365]} ] عن قوله{[42366]} : بعض الفتية [ لبعض ]{[42367]} قالوا فيما بينهم : { وإذ اعتزلتموهم } [ 16 ] و [ هم ]{[42368]} الذين عبدوا الآلهة من دون الله [ سبحانه{[42369]} ] وفارقتهم دينهم . { فأووا إلى الكهف } [ 16 ] : فسيروا{[42370]} بنا إلى الكهف ، وهو غار الجبل { ينشر لكم ربكم من رحمته } [ 16 ] أي : يبسط لكم ربكم من رحمته { ويهيئ لكم من أمركم مرفقا } أي : ويجعل لكم ربكم من عملكم الذي أنتم فيه وخوفكم على أنفسكم ما ترفقون به{[42371]} .

والفتح والكسر في ميم " مرفقا " [ لغتان{[42372]} ]{[42373]} . والأفصح عند الكسائي الكسر{[42374]} وأنكر الفراء الفتح . وقال : لا أعرف في الأمر وفي اليد وفي كل شيء إلا الكسر{[42375]} . قال : وكأن الذين فتحوا أرادوا أن يفرقوا بينه وبين مرفق الإنسان{[42376]} .

وقال الأخفش : فيه ثلاث لغات مِرفق ، مَرفٍق ، ومرفق ، فمن قال : مرفق جعله مما ينتقل مثل " مقطع " . ومن قال : مرفق كمسجد لأنه من رفق{[42377]} يرفق كسجد يسجد . ومن قال : مرفق جعله من الرفق{[42378]} .

تم الجزء بحمد الله وعونه{[42379]}


[42365]:ساقط من ق.
[42366]:ساقط من ط.
[42367]:ساقط من ق.
[42368]:ساقط من ق.
[42369]:ساقط من ق.
[42370]:ط: "أي فسيروا".
[42371]:وهو تفسير: ابن جرير، انظر: جامع البيان 15/208.
[42372]:ساقط من ق.
[42373]:والفتح: قراءة نافع وابن عامر وأبي جعفر والكسر قراءة باقي القراء. انظر: معاني الفراء 2/136 وجامع البيان 15/209، والسبعة 388، والحجة لابن خالويه 224، والحجة 403 والكشف 2/56 والتيسير 142، والنشر 2/310، وتحبير التيسير 137.
[42374]:انظر قوله: في جامع البيان 15/209، وإعراب النحاس 2/450.
[42375]:ق: "الكرسي".
[42376]:انظر قوله: في معاني الفراء 2/136 جامع البيان 15/209، وإعراب النحاس 2/450 واللسان "رفق".
[42377]:ط: "لأنه مرفق".
[42378]:انظر قوله: في معاني الأخفش 2/617، وإعراب النحاس 2/450.
[42379]:ساقط من ط.