الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ وَوَهَبۡنَا لَهُۥ يَحۡيَىٰ وَأَصۡلَحۡنَا لَهُۥ زَوۡجَهُۥٓۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ وَكَانُواْ لَنَا خَٰشِعِينَ} (90)

إصلاح زوجه : أن جعلها صالحة للولادة بعد عقرها . وقيل : تحسين خلقها وكانت سيئة الخلق [ إنهم ] الضمير للمذكورين من الأنبياء عليهم السلام يريد أنهم ما استحقوا الإجابة إلى طلباتهم إلا لمبادرتهم أبواب الخير ومسارعتهم في تحصيلها كما يفعل الراغبون في الأمور الجادون . وقرىء { رَغَباً وَرَهَباً } بالإسكان ، وهو كقوله تعالى : { يَحْذَرُ الآخرة وَيَرْجُواْ رَّحْمَةِ رَبّهِ } [ الزمر : 9 ] . { خاشعين } قال الحسن : ذللا لأمر الله . وعن مجاهد : الخشوع الخوف الدائم في القلب . وقيل : متواضعين . وسئل الأعمش فقال : أما إني سألت إبراهيم فقال : ألا تدري ؟ قلت : أفدني . قال : بينه وبين الله إذا أرخى ستره وأغلق بابه ، فلير الله منه خيراً ، لعلك ترى أنه أن يأكل خشناً ويلبس خشناً ويطأطيء رأسه .