غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ وَوَهَبۡنَا لَهُۥ يَحۡيَىٰ وَأَصۡلَحۡنَا لَهُۥ زَوۡجَهُۥٓۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ وَكَانُواْ لَنَا خَٰشِعِينَ} (90)

/خ51

أما الضمير في قوله { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات } فقد قيل : إنه عائد إلى زكريا وولده وأهله . وقال جار الله : إنه للمذكورين من الأنبياء عليهم السلام يريد أنهم ما استحقوا الإجابة إلى طلباتهم إلا لمسارعتهم في تحصيل الخيرات ، وهذا من أجلّ ما يمدح به المؤمن لأنه يدل على الجد والرغبة في الطاعة . { ويدعوننا رغباً } في ثوابنا { ورهباً } عن عقابنا . ومعنى { خاشعين } قال الحسن : ذللاً لأمر الله . وقيل : متواضعين . وعن مجاهد : الخشوع الخوف الدائم في القلب . وفي تقديم الجار والمجرور على { خاشعين } إشارة إلى أنهم لا يخشون أحداً إلا الله . وروى الأعمش عن إبراهيم النخعي أنه الذي إذا أرخى ستره وأغلق بابه رأى الله منه خيراً ليس هو الذي يأكل خشباً أي علقاً ويلبس خشناً ويطأطئ رأسه .

/خ91