الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ وَوَهَبۡنَا لَهُۥ يَحۡيَىٰ وَأَصۡلَحۡنَا لَهُۥ زَوۡجَهُۥٓۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ وَكَانُواْ لَنَا خَٰشِعِينَ} (90)

وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { وأصلحنا له زوجه } قال : كان في لسان امرأة زكريا طول فأصلحه الله .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والخرائطي في مساوئ الأخلاق وابن عساكر ، عن عطاء بن أبي رباح في قوله : { وأصلحنا له زوجه } قال : كان في خلقها سوء وفي لسانها طول - وهو البذاء - فأصلح الله ذلك منها .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن عساكر ، عن محمد بن كعب القرظي في قوله : { وأصلحنا له زوجه } قال : كان في خلقها شيء .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن عساكر ، عن سعيد بن جبير في قوله : { وأصلحنا له زوجه } قال : كانت لا تلد .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { وأصلحنا له زوجه } قال : كانت لا تلد .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : { وأصلحنا له زوجه } قال : وهبنا له ولداً منها .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { وأصلحنا له زوجه } قال : كانت عاقراً فجعلها الله ولوداً ووهب له منها يحيى . وفي قوله : { وكانوا لنا خاشعين } قال : أذلاء .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن جريج في قوله : { ويدعوننا رغباً ورهباً } قال : { رغباً } طمعاً وخوفاً ، وليس ينبغي لأحدهما أن يفارق الآخر .

وأخرج ابن المبارك عن الحسن في قوله : { ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين } قال : الخوف الدائم في القلب .

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله : { ويدعوننا رغباً ورهباً } قال : ما دام خوفهم ربهم فلم يفارق خوفهم قلوبهم ، إن نزلت بهم رغبة خافوا أن يكون ذلك استدراجاً من الله لهم ، وإن نزلت بهم رهبة خافوا أن يكون الله عز وجل قد أمر بأخذهم لبعض ما سلف منهم .

وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل : { ويدعوننا رغباً ورهباً } قال : { رهباً } هكذا ، وبسط كفيه » .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان ، عن عبد الله بن حكيم قال : خطبنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، فإني أوصيكم بتقوى الله وأن تثنوا عليه بما هو له أهل ، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة فإن الله أثنى على زكريا وأهل بيته فقال : { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين } .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { وكانوا لنا خاشعين } قال : متواضعين .

وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك { وكانوا لنا خاشعين } قال : الذلة لله .