البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ وَوَهَبۡنَا لَهُۥ يَحۡيَىٰ وَأَصۡلَحۡنَا لَهُۥ زَوۡجَهُۥٓۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ وَكَانُواْ لَنَا خَٰشِعِينَ} (90)

وإصلاح زوجه بحسن خلقها ، وكانت سيئة الخلق قاله عطاء ومحمد بن كعب وعون بن عبد الله .

وقيل : إصلاحها للولادة بعد أن كانت عاقراً قاله قتادة .

وقيل : إصلاحها رد شبابها إليها ، والضمير في { إنهم } عائد على الأنبياء السابق ذكرهم أي إن استجابتنا لهم في طلباتهم كان لمبادرتهم الخير ولدعائهم لنا .

{ رغباً ورهباً } أي وقت الرغبة ووقت الرهبة ، كما قال تعالى { يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه } وقيل : الضمير يعود على { زكريا } و { زوجه } وابنهما يحيى .

وقرأت فرقة يدعونا حذفت نون الرفع وطلحة بنون مشددة أدغم نون الرفع في ن ضمير النصب .

وقرأ ابن وثاب والأعمش ووهب بن عمرو والنحوي وهارون وأبو معمر والأصمعي واللؤلؤي ويونس وأبو زيد سبعتهم عن أبي عمر و { رغباً ورهباً } بالفتح وإسكان الهاء ، والأشهر عن الأعمش بضمتين فيهما .

وقرأ فرقة : بضم الراءين وسكون الغين والهاء ، وانتصب { رغباً ورهباً } على أنهما مصدران في موضع الحال أو مفعول من أجله .