الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{ثَانِيَ عِطۡفِهِۦ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۖ لَهُۥ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞۖ وَنُذِيقُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ} (9)

وثنى العطف : عبارة عن الكبر والخيلاء ، كتصعير الخدّ وليّ الجيد . وقيل : عن الإعراض عن الذكر . وعن الحسن : ثاني عطفه ، بفتح العين ، أي : مانع تعطفه { لِيُضِلَّ } تعليل للمجادلة . قرىء بضم الياء وفتحها .

فإن قلت : ما كان غرضه من جداله الضلال { عَن سَبِيلِ الله } فكيف علل به ؟ وما كان أيضاً مهتدياً حتى إذا جادل خرج بالجدال من الهدى إلى الضلال ؟ قلت : لما أدّى جداله إلى الضلال ، جعل كأنه غرضه ، ولما كان الهدى معرضاً له فتركه وأعرض عنه وأقبل على الجدال بالباطل ، جعل كالخارج من الهدى إلى الضلال .