الآية 9 : وقوله تعالى : { ثاني عطفه } قال بعضهم : لاوي عنقه إلى معصية الله . وقال بعضهم : ناظرا في عطفه أي في جانبه . وقيل مثل هذا . لكن حقيقته تخرج على وجهين :
أحدهما : على التمثيل والكناية عن إعراضه عن دين الله الحق والصدود عنه كقوله : { انقلب على وجهه } [ الحج : 11 ] وقوله : { انقلبتم على أعقابكم } [ آل عمران : 144 ] ونحوه ، كله على التمثيل والكناية عن الإعراض عن الحق والصدود لا على حقيقة الانقلاب على الأعقاب . فعلى ذلك /346-أ/ جائز قوله : { ثاني عطفه } يخرج على التمثيل والكناية عن الإعراض عن الحق .
والثاني{[12914]} : جائز أن يكون على حقيقة عطف العنق والميل عنهم تكبرا وتجبرا منه عليهم .
ثم بين أنه لم يفعل [ ذلك ] {[12915]} فقال : { ليضل عن سبيل الله } . ثم أخبر ماله في الدنيا [ بصنعه ، فقال : { له في الدنيا خزي } قال بعضهم : الخزي ] {[12916]} هو العذاب الذي يفضحه .
وأصل الخزي الهوان والذل . وهو لما أعرضوا عن عبادة الله ودينه بلوا بعبادة الأصنام واتباع الشيطان ، فذلك الخزي لهم في الدنيا . ثم أخبر ماله في الآخرة من الجزاء ، فقال : { ويذيقه يوم القيامة عذاب الحريق } .
وعامة أهل التأويل يصرفون الآية إلى واحد منهم ، وهو النَضْرُ بْنُ الحارث ، ويقولون{ له في الدنيا خزي } لأنه أسر يوم بدر ، فضرب عنقه ، وقتل صبرا . فذلك الخزي له .
والحسن يقول : هذا الخزي لجميع الكفرة لأنه لم يزل هذا صنيعهم منذ كانوا ، فلهم الخزي ، في الدنيا الخسف والحصب على ما كان في الأمم الخالية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.