النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ثَانِيَ عِطۡفِهِۦ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۖ لَهُۥ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞۖ وَنُذِيقُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ} (9)

قوله عز وجل : { . . . ثَانِيَ عِطْفِهِ } فيه وجهان :

أحدهما : لاَوِي عنقه إعراضاً عن الله ورسوله ، وهذا قول مجاهد وقتادة .

الثاني : معناه لاَوِي عنقه كِبْرا عن الإِجابة{[2005]} ، وهذا قول ابن عباس .

قال المفضل : والعِطف الجانب ، ومنه قولهم فلان ينظر في أعطافه أي في جوانبه . قال الكلبي : نزلت في النضر بن الحارث .

{ لِيضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ } فيه وجهان :

أحدهما : تكذيبه للرسول وإعراضه عن أقواله .

والثاني{[2006]} : فإذا أراد أحد من قومه الدخول في الإسلام أحضره وأقامه وشرط له وعاتبه وقال : هذا خير لك مما يدعوك إليه محمد ، حكاه الضحاك .


[2005]:عن إجابة الدعوة إلى الإسلام أي أنه مصر على كفره.
[2006]:ثلاث كلمات مطموسة بالأصل.