الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ} (16)

{ تتجافى } ترتفع وتتنحى { عَنِ المضاجع } عن الفرش ومواضع النوم ، داعين ربهم عابدين له ؛ لأجل خوفهم من سخطه وطمعهم في رحمته ، وهم المتهجدون . وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تفسيرها : " قيام العبد من الليل " وعن الحسن رضي الله عنه : أنه التهجد . وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة جاء مناد ينادي بصوت يسمع الخلائق كلهم : سيعلم أهل الجمع اليوم من أولى بالكرم . ثم يرجع فينادي : ليقم الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع ؛ فيقومون وهم قليل ، ثم يرجع فينادي : ليقم الذين كانوا يحمدون الله في البأساء والضراء ، فيقومون وهم قليل ، فيسرحون جميعاً إلى الجنة ، ثم يحاسب سائر الناس " وعن أنس بن مالك رضي الله عنه : كان أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء الآخرة . فنزلت فيهم . وقيل : هم الذين يصلون صلاة العتمة لا ينامون عنها .