مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ} (16)

{ تتجافى } ترتفع وتنتحي { جنوبهم عن المضاجع } عن الفرض ومضاجع النوم . قال سهل : وهب لقوم هبة وهو أن أذن لهم في مناجاته وجعلهم من أهل وسيلته ثم مدحهم عليه فقال { تتجافى جنوبهم عن المضاجع } { يدعون } داعين { ربّهم } عابدين له { خوفاً وطمعاً } مفعول له أي لأجل خوفهم من سخطه وطمعهم في رحمته وهم المتهجدون . وعن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسيرها قيام العبد من الليل . وعن ابن عطاء : أبت جنوبهم أن تسكن على بساط الغفلة وطلبت بساط القربة يعني صلاة الليل . وعن أنس : كان أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يصلون من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء الأخيرة فنزلت فيهم . وقيل : هم الذين يصلون صلاة العتمة لا ينامون عنها . { وممّا رزقناهم ينفقنون } في طاعة الله تعالى