{ إِلا أَن يَشَاء اللَّهُ } : إلا بأن يشاء الله ، أي : متلبسا بمشيئته ، يعني إلا أن يقول إن شاء الله ، فهو استثناء من النهي ، نزلت حين سأل أهل مكة عن الروح وأصحاب الكهف وذي القرنين ، فقال عليه السلام : " أخبركم غدا " ، ولم يقل إن شاء الله ، فلبث الوحي أياما نزلت هذه الآية تعليما وتأديبا ، وقيل معناه : لا تقولن ذلك القول إلا أن يشاء الله أن تقوله ، بأن يأذن لك فيه { وَاذْكُر رَّبَّكَ } أي : مشيئته ، وقل إن شاء الله { إِذَا نَسِيتَ } : إذا فرط منك نسيان ، يعني : إذا أنسيت كلمة الاستثناء ثم تنبهت عليها فتداركها بالذكر . وعن ابن عباس : للحالف أن يستثني ولو بعد سنة ، قال ابن جرير : السنة أن يقول ذلك حتى ولو كان بعد الحنث ، ليكون أتيا بسنة الاستثناء لا لأن يكون رافعا للحنث مسقطا للكفارة ، وقال : هذا هو الصحيح الأليق بحمل كلامه عليه ، وقد نقل عن ابن عباس إن هذا خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم أي إنه لا يحنث إ ن استثنى ولو بعد سنين ، وقيل معناه إنه تعالى أرشد من نسى الشيء من كلامه إلى أن يذكر الله ، فإن النسيان منشؤه الشيطان ، وذكر الله يطرده فإذا ذهب الشيطان ذهب النسيان { قُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا } أي : يدلني ويعطيني من الآيات الدالة على نبوتي ما يكون أقرب وأدل في الرشد من قصة أصحاب الكهف ، وقيل معناه إذا سئلت عن شيء لا تعلمه فتوجه إلى الله في أن يوفقك لأقرب طريق إليه وقيل معناه واذكر ربك إذا نسيت شيئا ، واذكر ربك أن تقول عند نسيانه عسى ربي أن يهدين لشيء آخر بدل المنسي أقرب من المنسي رشدا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.