تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{إِنِّيٓ أَنَا۠ رَبُّكَ فَٱخۡلَعۡ نَعۡلَيۡكَ إِنَّكَ بِٱلۡوَادِ ٱلۡمُقَدَّسِ طُوٗى} (12)

{ إني أنا ربك } .

قال محمد : تقرأ : ( أني ) بالفتح والكسر{[735]} ، الفتح على معنى : نودي بأني ، والكسر بمعنى : نودي : يا موسى ، فقال الله له : { إني أنا ربك فاخلع نعليك } قال قتادة : كانتا من جلد حمار ميت فخلعهما{[736]} { إنك بالواد المقدس طوى } المقدس : المبارك ، وطوى : اسم الوادي .

قال محمد : القراءة عند أهل المدينة بضم أوله بغير تنوين{[737]} .


[735]:قال أبو حيان: (وقرا الجمهور إني بكسر الهمزة على إضمار القول عند البصريين وعلى معاملة النداء معاملة القول لأنه ضرب منه على مذهب الكوفيين وأنا مبتدأ أو فعل أو توكيد لضمير النصب، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: وأنى بفتح الهمزة، والظاهر أن التقدير بأنى (أنا ربك). البحر المحيط (7/316).
[736]:رواه الطبري في "تفسيره" (8/397)، (24034).
[737]:وقال أبو حيان أيضا: وقرأ الحسن والأعمش وأبو حيوة وابن إسحاق وأبو السماك وابن محيصن بكسر الطاء منونا، وقرأ الكوفيون وابن عامر بضمها منونا، وقرأ الحرميان وأبو عمرو بضمها غير منون، وقرأ أبو زيد عن أبي عمر وبكسرها غير منون، وقرأ عيسى بن عمر والضحاك طاوى أذهب، فمن نون فعلى تأويله المكان، ومن لم ينون وضم الطاء فيحتمل أن يكون معدولا عن فعل نحو رمز وقثم، أو أعجميا أو على معنى البقعة، ومن كسر ولم بنون فمنع الصرف باعتبار البقعة، وقال الحسن: (طوى) بكسر الطاء والتنوين مصدر ثنيت فيه البركة والتقديس مرتين فهو بوزن الثناء بالكسر والقصر الشيء الذي تكرره، فكذلك الطوى على هذه القراءة (البحر المحيط 7/316) وانظر: النشر (2/319) والدر المصون (5/9).