بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنِّيٓ أَنَا۠ رَبُّكَ فَٱخۡلَعۡ نَعۡلَيۡكَ إِنَّكَ بِٱلۡوَادِ ٱلۡمُقَدَّسِ طُوٗى} (12)

قال عامة المفسرين : إنما أمره أن يخلع نعليه لأنهما كانا من جلد حمار ميت ، وقال بعضم : أراد أن يصيب باطن قدميه من الوادي ليتبرك به ، وروي عن كعب الأحبار أنه كان جالساً في المسجد فجاء رجل يصلي فخلع نعليه ثم جاء آخر يصلي فخلع نعليه ، ثم جاء آخر فخلع نعليه ، فقال لهم كعب الأحبار : أنبيكم صلى الله عليه وسلم أمركم بهذا ؟ قالوا لا . قال : فلم تخلعون نعالكم إذا صليتم ؟ قالوا : سمعنا الله تعالى يقول : { اخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى } قال : أتدرون من أي شيء كانتا نعلاه ؟ قالوا : لا . قال : إنما كانتا من جلد حمار ميت ، فأمره الله تعالى أن يخلعهما ليمسه القدس كله . وقال عكرمة : { اخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى } قال : لكي يمس راحة قدميه الأرض الطيبة . قرأ ابن كثير وأبو عمرو { إِنّى أَنَاْ رَبُّكَ } بنصب الألف يعني : بأني أنا ربك على معنى البناء ، والباقون بكسر الهاء ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع { طُوًى } بنصب الواو بغير تنوين وقرأ الباقون بالتنوين .