القرآن الكريم - تفسير ابن أبي زمنين

{طسٓمٓ} (1)

مقدمة السورة:
وهي مكية كلها .

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله : { طسم( 1 ) } قال الحسن : لا أدري ما تفسيرها ، غير أن قوما من السلف كانوا يقولون فيها : أسماء السور وفواتحها{[951]} .

[951]:قال القرطبي: قرأ العمش ويحيى وأبو بكر والمفضل وحمزة والكسائي وخلف بإمالة الطاء مشبعا في هذه السورة وأختيها، وقرأ نافع وأبو جعفر وشيبة والزهري: بين اللفظين، واختاره أبو عبيدة وحاتم، وقرأ الباقون بالفتح مشبعا، قال الثعلبي: وهي كلها لغات فصيحة، قال النحاس: وقرأ المدنيون وأبو عمرو وعاصم والكسائي: بإدغام النون في الميم، والفراء يقول: بإخفاء النون، وقرأ الأعمش وحمزة: ((طسين ميم)) بإظهار النون، قال النحاس: للنون الساكنة والتنوين أربعة أقسام عند سيبويه يبينان عند حروف الحلق، ويدغمان عند الراء واللام والميم والواو والباء، ويقلبان ميما عند الباء، ويكونان من الخياشيم، أي يبينان، فعلى هذه الأربعة الأقسام التي نصها سيبويه لا تجوز هذه القراءة لأنه ليس هاهنا حرف من حروف الحلق فتبين النون عنده، ولكن في ذلك وحيه: وهو أن حروف المعجم حكمها أن يوقف عليها، فإذا وقف عليها تبينت النون، قال الثعلبي: الإدغام اختيار أبي عبيد وأبي حاتم قياسا على كل القرآن، وإنما أظهرها أولا للتبيين والتمكين، وأدغمها هؤلاء لمجاورتها حروف الفم، قال النحاس: وحكى أبو إسحاق في كتابه: "فيما يجري وفيما لا يجري" أنه يجوز أن يقال: "طسين ميم" ابن عباس: "طسم" قسم وهو اسم من أسماء الله تعالى، والمقسم عليه:(إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية) وقال قتادة: اسم من أسماء القرآن أقسم الله به، قال مجاهد: هو اسم السورة ويحسن افتتاح السورة، الربيع: حساب مدة قوم، وقيل: قارعة تحل بقوم "طسم" و"طس" واحد. ثم قال القرطبي: أقسم الله بطوله وسنانه وملكه، وقال عبد الله بن محمد بن عقيل: الطاء: طور سيناء، والسين: إسكندرية، والميم: مكة. وقال جعفر بن محمد: الطاء: شجرة طوبى، والسين: سدرة المنتهى، والميم: محمد، وقيل : الطاء: من الطاهر، والسين: من القدوس وقيل: من السميع، وقيل: من السميع، وقيل: من السلام، والميم: مجيد، وقيل: من الرحيم، وقيل: من الملك، وقد مضى هذا المعنى في أول سورة البقرة، والطواسيم والطواسين سورة في القرآن جمعت على غير قياس. وقال الجوهري: والصواب أن تجمع بذوات وتضاف إلى واحد، فيقال: ذوات طسم، وذوات حم. ا هـ. تفسير القرطبي (13/95، 96) وزاد المسير (6/1115)، ومعاني الفراء (2/275)، والطبري (19/37)، والنكت للماوردي (3/170)، والدر المصون (5/82).

الآية السابقة الآية التالية

المقارنة مع تفسير آخر