تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَإِذۡ قُلۡنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِۚ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡيَا ٱلَّتِيٓ أَرَيۡنَٰكَ إِلَّا فِتۡنَةٗ لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلۡمَلۡعُونَةَ فِي ٱلۡقُرۡءَانِۚ وَنُخَوِّفُهُمۡ فَمَا يَزِيدُهُمۡ إِلَّا طُغۡيَٰنٗا كَبِيرٗا} (60)

{ وإذ قلنا لك } يا محمد { ان ربك أحاط بالناس } لفظ الإِحاطة توسع ومجاز ، والمراد أحاط بهم علماً وقدرة ، والمعنى أنه عالم بجميع الأشياء { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلاَّ فتنة للناس } ، قيل : هي رؤيا عين ، وما رأى ليلة المعراج من الآيات والعبر وأسري به إلى بيت المقدس ثم إلى السماء فلما أخبر به المشركون كذبوه ، وقيل : هي رؤيا نوم وهي أنه رأى في المنام أنه يدخل مكة قصدها عام الحديبية فرجع ودخلها في العام القابل ونزل { لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق } الآية ، ولما رجع ( عليه السلام ) من الحديبية قال ناس : قد حدثنا أنه سيدخلها ، وقال بعضهم : لم يوقت { والشجرة الملعونة في القرآن } قيل : شجرة الزقوم وقد ذكرها تعالى في قوله : { إن شجرة الزقوم * طعام الأثيم } [ الدخان : 43-44 ] والملعونة قيل : ملعون أكلها ، وقيل : اليهود لأنهم أصل اللعنة والعرب تضف الشيء بالشجرة ، والأكثر على أنها شجرة الزقوم { ونخوّفهم } بما تقدم من الإِهلاك وما وعدوا من الشجرة وعذابها { فما يزيدهم } ذلك { إلا طغياناً كبيراً } أي يجاوزوا في حد الكفر