قوله : { وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بالناس } ؛ قال الكلبي : أحاط علمه بالناس ، ويقال : هم في قبضته ، أي قادر عليهم ؛ وقال قتادة : يعني : يمنعك من الناس حتى تبلغ رسالات الله تعالى ؛ وقال السدي : معناه إن ربك مطهرك على الناس .
ثم قال : { وَمَا جَعَلْنَا الرءيا التى أريناك إِلاَّ فِتْنَةً لّلنَّاسِ } ؛ قال : حدّثنا الخليل بن أحمد قال : حدّثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد الدبيلي قال : حدّثنا أبو عبد الله قال : حدّثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله : { وَمَا جَعَلْنَا الرءيا التى أريناك إِلاَّ فِتْنَةً لّلنَّاسِ } قال : هي رؤيا عين أريها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به .
{ والشجرة الملعونة فِى القرءان } ؛ قال : هي شجرة الزقوم . قال الكلبي : هي ليلة أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس ، فنشر له الأنبياء كلهم ، فصلى بهم ثم صلى الغداة بمكة فكذبوه ، وهو قوله : { فِتْنَةً لّلنَّاسِ } حين كذبوه يعني أهل مكة . قال عكرمة أمَا إنَّهَا رؤيا يقظة ليست برؤيا منام ؛ وقال سعيد بن المسيب : أُرِي النبي صلى الله عليه وسلم بني أمية على المنابر ، فساءه ذلك ، فقيل له : إنّما هي دنيا يعطونها . فقرَّت عينه ، فنزل : { وَمَا جَعَلْنَا الرءيا التى أريناك إِلاَّ فِتْنَةً لّلنَّاسِ } يعني : بني أمية . ثم قال : { والشجرة الملعونة فِى القرءان } ، يعني : ذكر الشجرة الملعونة في القرآن فتنة لهم ، يعني : بلية لهم ؛ وذلك أن المشركين قالوا : يخبرنا هذا أنَّ في النار شجرة ، وكيف يكون في النار شجرة ؟ والنّار تأكل الشجرة . فصار ذلك فتنة لهم ، يعني : بلية لهم ؛ ويقال : لما نزل : { إِنَّ شَجَرَةَ الزقوم * طَعَامُ الاثيم } قالوا فيما بينهم : وما شجرة الزقوم ؟ قالوا : التّمر والزبد . فرجع أبو جهل إلى منزله ، فقال لجاريته : زقمينا . وأمرها أن تأتي بالتمر والزبد ، فخرج به إلى الناس وقال : كلوا فإِن محمداً يخوفكم بهذا . فصار ذكر الشجرة فتنة لهم . ثم قال : { وَنُخَوّفُهُمْ } أي بذكر شجرة الزقوم . { فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا } ، يعني : تمادياً في المعصية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.